عاجل
الجمعة 5 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

المهندس أمجد المناوي يكتب: دعوة للتفاهم والمساهمة المجتمعية

أمجد المناوي
أمجد المناوي

في ظل عالمنا المعاصر، يتعرض كثيرون لانتقادات بسبب جهودهم في العمل العام، خاصة عندما يتم تمويل هذه الأنشطة من المال الخاص. قد يثار السؤال حول مشروعية ذلك أو دوافع الشخص الذي يقوم بهذا العمل. وفيما يتعلق بما يُقدمه الأفراد من مساعدات أو مشاريع تهدف إلى تحسين المجتمع، وتظل نية الشخص القائم على العمل العام هي الأساس عندما يتبنى فرد هذه الأنشطة من مالٍ خاص بعد أداء الزكاة والصدقات، فإنه لا يهدف إلا لتحقيق الخير والفائدة العامة.



 

 هذا يعني أنه قد أنهى واجباً دينياً ومالياً، مثل دفع الزكاة، ويرغب في إضافة مزيد من القيمة من خلال تخصيص جزء آخر من ماله الخاص لمساعدة الآخرين. بذلك، تصبح نية الشخص واضحة وهي خدمة المجتمع وتحقيق الصالح العام.كما انه من المهم أن نفهم أن هذا النوع من العمل هو قرار شخصي نابع من قناعة الفرد بأهمية إحداث تغيير إيجابي في مجتمعه.

 

 لا يتعارض هذا مع الأدوار التي قد تؤديها المؤسسات الخيرية أو الحكومية؛ بل هو مكمل لها. استخدام المال الخاص في العمل العام يُظهر التزامًا شخصيًا من الفرد، ويعكس رغبته في المساهمة بفعالية في تحسين أوضاع المحيطين به. وهذا النوع من المبادرات يشجع الآخرين على المشاركة في الأعمال الخيرية والمجتمعية، وبالتالي يساهم في خلق بيئة من التعاون والإيجابية.

 

إضافة إلى ذلك، من المهم التأكيد على أن العمل العام يجب ألا يكون موضوعًا للفخر أو التفاخر. إذ إن الشخص الذي يقوم بذلك قد يفضل القيام بذلك بصمت دون رغبة في الإعلان عن ذلك بشكل علني، وأحيانًا قد يتعرض مثل هذا العمل للانتقاد بسبب الطريقة التي يتم بها عرضه، لكن الأهم هو الفائدة المترتبة على هذه الأعمال من تحسين في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.

 

 وأخيرًا، لا بد من التذكير بأن العمل العام جزء من المسؤولية المجتمعية. كل فرد قادر على تقديم المساعدة، سواء كانت مالية أو معنوية، يتحمل مسؤولية المساهمة في رفعة وتقدم المجتمع. لهذا، لا يمكن التقليل من قيمة الأعمال التي يقوم بها الأفراد باستخدام مالهم الخاص؛ بل يجب دعم هذه المبادرات التي من شأنها تعزيز التكافل الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة.

خلاصة القول.. العمل العام من المال الخاص هو نوع من التضحية والنبل، ولا ينبغي أن يكون عرضة للانتقاد غير المدروس. فكل فرد يساهم في خدمة مجتمعه بقدر استطاعته يعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز